التعليق السياسي: إلى الإمام الأكبر فضيلة شيخ الأزهر
2022-11-05 - 4:12 ص
مرآة البحرين (خاص): دعوتَ من المنامة علماء الشيعة لعقد حوار إسلامي - إسلامي؛ ولكن السؤال هو: أيّ علماء تريد؟ إن كنت تريد رجال دين شيعة منبوذين، بلا شعبية، فهؤلاء كانوا يجلسون في اليومين الفائتين إلى جوارك في "منتدى البحرين للحوار: الشّرق والغرب من أجل العيش الإنسانيّ معًا". فلتعقد معهم ما تعقد من الحوار الذي تريد، وتحُبّر ما تحبّر بمعيتهم من أوراق وكرّاسات، وتوقع رفقتهم ما توقع من اتفاقيات مشتركة لن ينصت لها أحد أو يجاوز تأثيرها بياض الورقة.
وإن كنتَ تريد علماء دين شيعة حقيقيين ينصت لهم الآلاف، ويستجيبون لكلماتهم، ونصحهم، لأنهم جرّبوهم في السراء والضرّاء واختبروا صدقهم معهم، فهم نُخبرك: إمّا بين مسجون أو بين منفي أو في عزلتهم الاختيارية بعد أن نأوا بأنفسهم عن المشاركة في منتدى لا يستطيعون فيه قول كلمة حق في وجه سلطان جائر. بل كان يُراد لهم أن يكونوا هناك من أجل الزينة والعمل مسوقين لصورة غير حقيقية عن بلاد تعاني من آلام كثيرة. ومثل هؤلاء العلماء الربّانيين لا يحبّذون أن يكونوا زينة! من أجل هذا فقط، الناس يتبعونهم!
اختار بابا الفاتيكان الوقوف مع هؤلاء الأخيرين والتحدث بصراحة عن ظلامتهم وما عليك يا فضيلة الشيخ إلا الاختيار أنت الآخر: مع من تريد بالضبط عقد حوارك الإسلامي - الإسلامي؟
هنا في البحرين، خلافنا ليس عَقَدياً. ليست هناك محاورة قائمة عن من يكون على صواب؛ السنة أم الشيعة. ولا هذا همٌّ من الهموم. المحاورة الرئيسة القائمة هي بين عائلة مالكة تحتكر الثروة، وتستأثر بها لنفسها وعيالها، وتمارس الظلم ضد الشعب، وعلى وجه أخصّ الشيعة الذين يلقون التمييز الفظيع ويتم سجن ونفي علمائهم وتعذيب أبنائهم. إن كنتَ تريد الرّاحة لهذه البلاد فلتكن دعوة حوارك المقترحة مكرّسة لجمع هذين الطرفين: الظالمين ومن يظلمونهم. لا اختراع ثنائية وهمية لمشاكل بلادنا.
مرآة البحرين